يشهد سوق العقارات في دولة الإمارات حركة دائمة لا تهدأ، مدفوعة بنمو اقتصادي قوي، ومبادرات حكومية طموحة، وتدفّق مستمر الخبرات والمواهب العالمية. للمشترين والمستثمرين على حد سواء، يتطلب فهم هذا المشهد المتغيّر معرفة دقيقة بالعوامل التي تقود الطلب. ومن خلال تحليل أنماط البحث الأكثر تداولًا، يمكننا اكتشاف أولويات واهتمامات المشترين اليوم
يستعرض هذا الدليل أهم فئات العقارات التي تتصدر المشهد العقاري الإماراتي اليوم. سنسلّط الضوء على بيانات الصفقات، واتجاهات البحث، وسلوكيات المشترين، لنرسم صورة واضحة عمّا يبحث عنه الناس من الاستوديوهات الميسورة إلى أفخم الشقق السكنية ذات العلامات التجارية. فهم هذه التوجهات خطوة أساسية لاتخاذ قرارات استثمارية ذكية في واحد من أكثر أسواق العقارات جاذبية في العالم.
يدخل السوق العقاري الإماراتي حاليًا مرحلة نمو مستدام، تقوده عوامل متكاملة تشمل التوسع الاقتصادي، وانتعاش القطاع السياحي، وبرامج الإقامة التي عززت ثقة المشترين وزادت من حجم الصفقات. وتنعكس هذه الديناميكية الإيجابية في كل من سوقي الإيجار والبيع، مع تنوّع ملحوظ في فئات المشترين والمستثمرين الدوليين
وتبرز كذلك موجة صاعدة من المشترين الشباب. فقد ارتفعت نسبة المشترين لأول مرة—غالبًا في العقد الثالث من العمر—بنحو 25%، مع ميزانيات استثمارية تتراوح بين 1.2 و3 ملايين درهم. هؤلاء لا يبحثون فقط عن مسكن، بل عن أسلوب حياة متكامل يوجّه اختياراتهم من حيث نوع العقار والموقع. ومع استعراضنا لفئات العقارات المختلفة، يتضح تأثير الدوافع المتباينة للمشترين—من حيث السعر والعائد والمساحة والرفاهية—في رسم مستقبل السوق
تُعد الشقق العمود الفقري لسوق العقارات الإماراتي، إذ تستحوذ على ما يقارب 75% من إجمالي الصفقات، ما يعكس جاذبيتها الواسعة. وترتفع هذه النسبة أكثر في سوق الإيجار، حيث يبحث 81% من المستأجرين عن شقة.
ترجع هذه الشعبية إلى تنوع الخيارات، وسهولة الشراء والإيجار، وملاءمتها لأسلوب حياة المهنيين الشباب والمقيمين الجدد. بالنسبة للكثيرين، تُعد الشقق بوابة مثالية للبدء في نمط الحياة الحضري الإماراتي المفعم بالحداثة.
الفئة الذهبية: الشقق ذات الغرفة الواحدة
داخل فئة الشقق، تتصدر شقق غرفة واحدة المشهد، إذ تمثل 43.9% من مبيعات الشقق. فهي توفر توازنًا مثاليًا مساحة مناسبة وتكلفة معقولة للمقيمين، وطلبًا إيجاريًا ثابتًا للمستثمرين.
وتزداد أهمية الشقق المفروشة؛ إذ إن 68% من المستأجرين باتوا يبحثون عن وحدات جاهزة ومجهزة بالكامل، ما يمثّل فرصة للمُلّاك لزيادة العائد الإيجاري من خلال تقديم وحدات مفروشة بعناية
على الرغم من تفوق الشقق من حيث العدد، تشهد الفلل والبيوت العائلية طفرة غير مسبوقة. إذ يبحث 42% من المشترين الآن عن فيلا أو تاونهاوس ارتفاع كبير يعكس توجه العائلات نحو الاستقرار على المدى الطويل في الإمارات، ورغبتهم بمساحات أرحب وخصوصية أعلى ومرافق مجتمعية متكاملة.
أدى هذا الطلب إلى قفزة هائلة في الأسعار؛ فمنذ 2020 ارتفعت أسعار الفلل بنسبة 94%. ويعود ذلك أيضًا إلى محدودية المعروض مقارنة بالطلب، ما يجعل الفلل، خاصة في المواقع المرغوبة، أصولًا عقارية نادرة وقيمة.
لكن تكلفة الدخول مرتفعة نسبيًا، إذ يتراوح سعر الفيلا بين 4 إلى 6 ملايين درهم وأكثر. وعلى عكس مستأجري الشقق، يفضّل 57% من مستأجري الفلل الوحدات غير المفروشة، نظرًا لرغبتهم بإضفاء طابعهم الخاص على منازلهم طويلة الأمد.
رغم صغر حجمها، تُعد الاستوديوهات قوة حقيقية في عالم الاستثمار العقاري. وعلى الرغم من أنها تمثل 15% فقط من عمليات البحث، إلا أنها تحقق أعلى عوائد إيجارية في السوق، تتراوح بين 7% و9%..
تكمن جاذبيتها في انخفاض تكلفتها، إذ تتراوح أسعارها بين 300,000 و600,000 درهم، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمستثمرين الباحثين عن تدفقات نقدية قوية بتكاليف دخول منخفضة. ويُقبل عليها بشكل خاص الموظفون العزاب والطلاب والزوار لفترات قصيرة—أي شرائح تبحث عن موقع عملي بتكلفة مناسبة. بالنسبة للمستثمرين، فهي أصل منخفض المخاطر وسهل التأجير والإدارة.
(Branded Residences)
أسرع نمو في السوق العقاري الإماراتي يحدث هنا—في فئة الفخامة الفائقة. فقد تم طرح أكثر من 5,500 وحدة جديدة في النصف الأول من 2024 وحده، كلها مرتبطة بعلامات فندقية أو عالمية مرموقة، وتقدم أسلوب حياة استثنائيًا بخدمات فندقية من فئة الخمس نجوم.
يدفع المشترون علاوة سعرية تتراوح بين 40% و60% مقارنة بالعقارات العادية، مقابل الامتيازات الفاخرة وقيمة إعادة البيع العالية. وتُعد هذه الوحدات رمزًا للمكانة الاجتماعية ووعاءً آمنًا للاستثمار، ما يجعلها الخيار الأول للمستثمرين ذوي الثروات العالية عالميًا. إنه قطاع يعيد تعريف مفهوم السكن الفاخر في الإمارات
بعيدًا عن السكن، يشهد قطاع المكاتب طفرة قوية. فقد انخفض معدل الشواغر إلى 7.5% فقط أدنى مستوى تاريخي مع ارتفاع الطلب بنسبة 93% على أساس سنوي. ويعود ذلك إلى تزايد الشركات العالمية التي تتخذ من الإمارات مقرًا إقليميًا، خصوصًا في بيزنس باي ومركز دبي المالي العالمي (DIFC). ويُعد هذا النمو مؤشرًا مهمًا على قوة الاقتصاد، مما ينعكس لاحقًا على الطلب السكني بسبب انتقال مزيد من المهنيين إلى الدولة
يؤكد خبراء القطاع أن ما نشهده اليوم ليس مجرد طفرة قصيرة المدى، بل تحول هيكلي حقيقي في السوق العقاري. فالرؤية الحكومية طويلة الأجل، إضافة إلى مكانة الإمارات كوجهة عالمية للأعمال والسياحة، تشكلان قاعدة صلبة لنمو مستدام يمتد لسنوات.
كما يُعد دخول شريحة المشترين الشباب عاملاً مهمًا يعكس نضوج السوق، إذ تميل هذه الفئة إلى اختيار العقارات الذكية، والتصاميم المستدامة، والمجتمعات المتكاملة. وفي القطاع التجاري، يواصل الطلب ارتفاعه بشكل ملحوظ، خصوصًا في المناطق التجارية الحيوية التي تعاني من نقص شبه كامل في المعروض.
إن فهم اتجاهات السوق يساعدك على اتخاذ قرار استثماري ناجح. ومع استمرار التطور السريع في القطاع، يصبح الاطلاع على تفضيلات المشترين والمناطق الصاعدة والمحركات الاقتصادية أمرًا بالغ الأهمية. سواء كنت مشتريًا لأول مرة أو مستثمرًا متمرسًا، لا تزال الإمارات تقدم فرص نمو استثنائية في مختلف إماراتها ومدنها
وإذا كنت تبحث عن أفضل الشركات العقارية في أبوظبي أو ترغب في استكشاف مشاريع كبار المطورين، فإن التعاون معنا يمنحك رؤية أوضح وفرصًا أنسب واتخاذ الخطوات بثقة كاملة
